ها قد أقبلت العطلة الصيفية التي ينتظرها الطلاب على أحرّ من الجمر.
فمنهم من ينتظرها ليقضيها في النوم والراحة ومشاهدة التلفاز، أو لقضاء الساعات الطوال أمام ألعاب الكمبيوتر التي لا تنتهي ولا تنفع، بل ثبت ضررها في بعض الأحيان، ولكن الطلبة المتميزين هم يضعون برنامجاً نافعاً ومسلياً وممتعاً في آن واحد.
هناك ولله الحمد الكثير من النوادي الصيفية الثقافية والرياضية والدينية في مختلف المناطق، وفي معظم البلاد العربية والإسلامية وحتى الأجنبية، وكل نادٍ من هذه النوادي له متعته وفائدته.
إجلسي عزيزتي مع نفسك ورتبي أفكارك وإختاري لنفسك ما يناسبك من هذه النوادي، ولا تترددي في الإنتساب إليها، ولكن بعد أن تتأكد أسرتك من مستوى هذه الأندية وفكرها والقيم التي تقوم عليها.
فهناك أندية رياضية تحوم حولها الشبهات، ولا يرقى مستواها إلى المستوى المطلوب، من حيث البعد عن الإختلاط أو أن تكون قاعاتها مكشوفة وغير مستورة.
وأفضل هذه الأندية المراكز الإسلامية التي تقدم تعاليم الإسلام بشكل متميز وجذاب وتقدم كذلك ثقافات مختلفة ونشاطات متنوعة من رحلات ورياضة وفنون وحفظ قرآن وتجويد وغيرها، أي أنها تجمع بين الدين والدنيا، فلا تشعرين بالسآمة والملل كما يوحي إليك بعضهن من أن هذه المراكز لا تترك لك مجالاً للراحة والإستجمام في العطلة الصيفية، فهذه الوساوس من عمل الشيطان تتسلل إليك عن طريق نصيحة مغرضة من صديقة أو جارة أو قريبة.
لذا حاولي عزيزتي أن تشجعي صديقاتك على الإنتساب إلى هذه المراكز لتنالي العلم والدين والأخلاق والتسلية البريئة، وتكسبي صديقات قد تستمر صداقتكن سنين وسنين، فتكن متحابات في الله، وبذلك تنضوين تحت ظل الرحمن يوم القيامة، يوم لا ظل إلا ظله كما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظلّه...» وذكر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: «ورجلان -أي وفتاتان، وامرأتان- تحابا في الله، إجتمعا عليه وتفرّقا عليه».
المصدر: مجلة الفاتح.